التواصل
التواصل لغة من فعل تواصل يتواصل، على وزن تفاعل يتفاعل، مما يدل على مشاركة الآخر، فالفعل
هنا خماسي مزيد بحرفي “التاء” و”الألف” على الفعل الثلاثي المجرد “وصل”، مما يدل
على فعل معاكس للهجر والابتعاد ودال على الاتصال بالآخر، وهكذا فالتواصل لغة يحمل
معنى الإقبال على الآخر والانصات له.
وأما اصطلاحا، فالتواصل تفاعل مع الغير لتبادل المعلومات، ويقتضي وجود طرفي التواصل “مرسل
ومستقبل” وموضوع الرسالة التواصلية وقناة لمرور الخطاب التواصلي، كما يقتضي اتفاقا
مسبقا حول وسيلة التواصل، فإذا كانت لغة فهل هي عربية أم لاتينية أم غير ذلك، وقد
يكون التواصل بوسيلة غير اللغة كالإشارات والحركات الميمية.
والتواصل
لا يقتصر على الكائن الإنساني، إذ نجده عند الكائنات
الحية الأخرى والأكثر من ذلك هناك كائنات تعتمد تواصلا فطريا معقدا كما هو الحال
عند النحل، وعند الكثير من الحيوانات في ظروف خاصة، كالإخبار بوجود الخطر أو
العثور على الغذاء، أو البحث عن شريك…
لقد أصبحت ظاهرة التواصل في عصرنا الحالي مجالا خصبا للدراسات النفسية
والاجتماعية واللسانية وغيرها، وذلك بفعل الطفرة التي عرفتها هذه الظاهرة، خاصة مع
الطفرة التكنولوجية-المعلوماتية التي أدت إلى تسريع زمن التواصل وتعدد وسائطه
وتيسيرها لكل طبقات المجتمع، حتى صار عصرنا عصر التواصل بامتياز، الشيء الذي انعكس
سلبا على العلاقات العاطفية الحميمية بما فيها الأسرية وحتى في مجال التربية
والتعليمية وغير ذلك.
إرسال تعليق