مفهوم التاريخ
بواسطة:
Morocco Africa Tours
الساعة
1:49 م
تصنيف
مادة التاريخ
|
مفهوم التاريخ
مادة التاريخ
مفهوم مادة التاريخ أو المادّةِ التاريخيّة مبنيٌّ على تسجيل وتحليل ووصف لكافّة الأحداث التي جرت في الماضي ضمنَ أسسٍ علميّة محايدة، وذلك في سبيل الوصول إلى مجموعةٍ من القواعد والحقائق التي من شأنِها أن تساعدَ على فَهمِ الحاضر ومحاولة التنبّؤ بالمستقبل. فيما يلي توضيحٌ أكبرَ لمفهوم مادّةِ التاريخ. مفهوم مادة التاريخ التأريخ يعني القيامَ بدراسةٍ تستند إلى حقائق من الماضي، وتتبّع سوابقَ الأحداث، ودراسة ظروف كافة السياقات التاريخيّة إضافةً لتفسيرها. يقوم منهج البحث التاريخي على مجموعة من الطرق والتقنيات التي ينتهجُها الباحثُ والمؤرّخُ في سبيلِ الوصول إلى حقيقةٍ تاريخيّة، وإعادة بناء لكافّةِ وقائع الماضي وزواياه كما كان عليه في زمانِه ومكانه، وتبعاً لهذا الأمر فإنّ المنهج التاريخي بحاجة إلى تتبعٍ دقيق وثقافةٍ واعية بحركة الزمن التي تؤثّر بشكلٍ مباشر أو غير مباشر على النصّ التاريخيّ. لهذه الأسباب يجبُ ارتباط المنهج بالمستويات النقديّة في كافة مراحله التي تتمثّل في التفسير والتأويل، والتفتيحِ والحُكم؛ نظراً للعناية الجادة بمحتوياتِ النصّ كرؤيةٍ واقعيّة مرتبطة بالزمن والعصر. يجبُ تركيزُ الاهتمام على السياقِ التاريخيّ لتأويل النصّ؛ لأنّه يوجد الكثير من الوثائق التي يظهرُ فيها انحيازٌ كلّي للمرحلة التي دوّنت بها، لهذا فإن بعضاً من تلك الوثائق لا تعبرُ بأيّ شكل عن حقيقةِ ما جرى من أحداث، لهذا كان لا بدّ من التركيز على قراءة كافة النصوص التاريخيّة ونقدها، لأنّ هنالك بعض الكتابات لعددٍ من المؤرّخين الذين سيطرت عليهم الأيديولوجيّاتِ السياسيّة التي كانت سائدة في فترة إنتاج وتدوينِ تلك الوثائق. إنّ وجودَ تلك الوثائق والحقائق بين أيدي هذا المؤرّخ أو ذاك لا يكفلُ الاتفاقَ بينهم على آليّة التأويل، لأنّ لكلٍ منهم وجهةَ نظرٍ ودوافعَ مغايرة عن الآخر، ولهذا السبب فإنّ المؤرّخ هو مَن له صلاحيّة اتخاذ القرار مسبقاً في آليّة ترتيب الوثائق والنصوص التي من شأنها أن تخدم وجهةَ نظره، فلكلِّ مؤرخ تأويلُه وتحليلُه. عند تحليل النصوص التاريخيّة لا بدّ من محاولة فهم علاقة المؤرّخ بالحقائق والوثائق التي يملكها بين يديه كموادٍ جديدةٍ خام للتحليل والدراسة، وهل يمكن اعتمادها كحقيقةٌ مسلّمٌ بها، أم يجب مقارنتها بعددٍ من المعطيات الأخرى كالتحدّث عن الأيديولوجيّات والمواقف السياسيّة التي كانت سائدة في العصر التي تمّت كتابة تلك الوثائق فيه. إضافةً إلى أنه يجبُ مقارنتها بالموقف السياسي لكاتب تلك الوثائق، وعلاقته بعصره. لا تعتبرُ الوثائق والحقائق بحدّ ذاتها تاريخاً، وإنما هي عبارة عن شهادةٍ تشهدُ على جزءٍ من لحظاتٍ تاريخيّة، وقد تكون تلك الشهادة مزيّفة.
إرسال تعليق