الولايات المتحدة الأمريكية قوة عالمية
مادة:الجغرافيا
|
الإجتماعيات
|
المستوى
:الثالثة ثانوي إعدادي
|
الدورة:الثانية
|
الولايات المتحدة
الأمريكية قوة عالمية
|
الدرس : 07 |
مقدمة :
تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية قوة عالمية بفعل تكامل مجموعة من العوامل الطبيعية منها، أو البشرية، أو التنظيمية، مما جعلها تهيمن على العالم في مجالات عدة.
- فما هي مظاهر هذه القوة؟
- وما هي العوامل المفسرة لها؟
- وما هي المشاكل التي يعاني منها هذا البلد؟
1- الولايات المتحدة الأمريكية قوة عالمية في عدة مجالات:
- المجال الاقتصادي: تتوفر الولايات المتحدة الأمريكية على اقتصاد قوي ومتوازن حيث تسيطر مؤسساتها الاقتصادية على ثلث المقاولات العالمية الضخمة (شركات متعددة الجنسية)، وتحقق نصف أرباها، كما يمثل الدولار عاملا من عوامل قوة الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يستعمل في نصف مبادلات العالم، وكون مجموعة من الدول تستعمله كاحتياطي استراتيجي من العملة الصعبة.
- المجال العسكري: تعد الولايات المتحدة الأمريكية قوة عسكرية كبرى في العالم، حيث تتوفر على أساطيل بحرية، وجيش مجهز بأحدث التجهيزات والتقنيات العسكرية، كما ترتبط مع العديد من الدول بتحالفات كحلف الشمال الأطلسي (الناتو)، مما يفسر انتشار قواعد في عدة مناطق من العالم والتدخل في الشؤون الداخلية لبعض الدول كأفغانستان والعراق …
- المجال الثقافي: تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية المنتج الأول عالميا بنسبة 75% من حيث الإنتاج الثقافي السمعي البصري من صور وأفلام وأشرطة وثائقية ولقطات إخبارية واشهارية …
- المجال المعلوماتي: تحتل الولايات المتحدة الأمريكية الصدارة من حيث إنتاج واستهلاك المعلوميات في العالم، وذلك بإنتاج حوالي 61.5 %، واستهلاك 49.6% من مجموع ما يستهلكه العالم بأسره.
- المجال التكنولوجي: تعتد الولايات المتحدة الأمريكية رائدة في مجال الصناعات الفضائية من أقمار صناعية، ومركبات فضائية، وصواريخ وأجهزة الاتصال، حيث تعتبر الناسا NASA المؤسسة المسؤولة عن ذلك.
2- تتوفر الولايات على مؤهلات طبيعية وبشرية وتنظيمية تجعلها قوة عالمية:
المؤهلات الطبيعية:
تتمثل أساساٌ في الموقع الجغرافي الجيد بين محيطين، وشساعة مساحة البلاد (9,6 مليون كلم مربع)، بالإضافة إلى التضاريس، فالوحدات التضاريسية بالولايات المتحدة الأمريكية تنقسم إلى:
- الجبال: وأهمها جبال الروكي غربا (سلاسل حديثة ومرتفعة)، وجبال الأبلاش شرقا (كتل قديمة قليلة الارتفاع).
- السهول الكبرى: يطغى عليها طابع الانبساط، وتحتل مساحات شاسعة، وتتميز بخصوبة تربتها.
- المناخ: تتميز الولايات المتحدة الأمريكية بتنوع مناخها، حيث نجد سيادة المناخ القاري بالمناطق الشرقية، ومناخ جاف في الغرب، ثم مناخ شبه مداري في الجنوب.
- الثروات الباطنية: تختزن أراضي الولايات المتحدة الأمريكية ثروات باطنية هائلة من مصادر للطاقة كالفحم (الرتبة الأولى عالميا)، والبترول والغاز الطبيعي (الرتبة الثالثة عالميا)، وكما تتوفرعلى معادن كالحديد والنحاس والذهب والفوسفاط والكبريت.
المؤهلات البشرية:
تتوفر الولايات المتحدة الأمريكية على تكتل سكاني ضخم وهام قدر بحوالي 281.5 مليون نسمة سنة 2001م، مكونة من أجناس مختلفة، وتتميز بارتفاع ساكنتها النشيطة بنسبة %66، وارتفاع متوسط الدخل الفردي، ويقطن أغلب السكان بالمناطق الحضرية بنسبة %87، وتساهم هذه الساكنة في قوة الاقتصاد الأمريكي كيد عاملة ماهرة ومؤهلة، وكطاقة استهلاكية كبيرة نظرا لارتفاع الأجور، يضاف إلى ذلك ارتفاع مستوى التأهيل والتكوين التكنولوجي والخبرة.
المؤهلات التنظيمية:
تعتمد الولايات المتحدة الأمريكية على فعالية النظامين: السياسي الفدرالي المرتكز على الديمقراطية، والاقتصادي الرأسمالي الليبرالي المعتمد على حرية المبادرة والمنافسة والاستثمار، بالإضافة إلى تعدد المتدخلين في وضع السياسة الاقتصادية للبلد، من سلطات فيدرالية، وجامعات وجماعات ضاغطة (اللوبيات)، ومجموعات التخطيط، والنقابات، والمقاولات الصناعية، والمؤسسات المالية، ووسائل الإعلام …
المؤهلات العسكرية:
وتتلخص في عدد الجيوش الأمريكية (أكثر من 70 مليون جندي)، مجهز بأحدث التجهيزات والتقنيات العسكرية، وهيمنة أساطيلها براٌ وبحراٌ وجواٌ، والتي يتم تسخيرها في خدمة الاقتصاد بشكل خفي.
يتميز اقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية بقوة قطاعاته: الفلاحة، الصناعة، التجارة والخدمات:
ترتكز قوة النشاط الفلاحي بالولايات المتحدة الأمريكية على عدة عوامل:
تساهم الظروف الطبيعية الملائمة (سهول خصبة، ومناخ متنوع) في تطور الفلاحة الأمريكية، والتي تستفيد من تقدم البحث العلمي، واستعمال وسائل وتقنيات حديثة، وارتفاع حجم الاستثمارات، وقوة الصناعة التحويلية، ووجود سوق استهلاكية هائلة (ارتفاع عدد السكان)، حيث تندمج الفلاحة مع القطاعين الثاني والثالث لتشكل قطاعا مركبا اقتصاديا يسمى “اكروبيزنس”، مما جعل الولايات الأمريكية تحتل مراتب متقدمة عالميا في إنتاج العديد من المنتجات الفلاحية الزراعية كالذرة (المرتبة الأولى عالميا)، والقمح والحوامض والقطن، والحيوانية كالأبقار والأغنام والخنازير، مما أهلها لتكون القوة الفلاحية الأولى في العالم.
تستفيد الصناعة الأمريكية من عدة عوامل:
استفادت صناعة الولايات المتحدة الأمريكية من توفرها على ثروات باطنية (مصادر طاقة ومعادن)، ومن تطور البحث العلمي، ودعم الدولة والجامعات، وارتفاع الاستثمارات، وكفاءة اليد العملة، وهجرة الأدمغة إليها …، لتحتل مكانة عالمية جد متقدمة خاصة الصناعات العالية التكنولوجيا، والدقيقة (السيلكيون)، مما جعل الصناعة الأمريكية تحتل مراتب متقدمة عالميا، كصناعة معلوميات الطائرات، وغزو الفضاء (نازا)، والتعدين والسيارات …
أدت قوة الإنتاج الاقتصادي إلى تقوية التجارة الأمريكية:
يعتبر قطاع التجارة والخدمات قطاعا حيويا في اقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يساهم ب 73.3% من نسبة التشغيل، و ب 71.39 من الناتج الداخلي الخام، لاستفادته من ارتفاع حجم الإنتاج الفلاحي والصناعي وضخامة الاستثمارات، ووجود سوق استهلاكية واسعة وضخامة، وتطور وحدات وشبكة المواصلات …، وعلى الرغم من أن المنتجات الصناعية تهيمن على صادرات الولايات المتحدة الأمريكية، إلا أن ميزانها التجاري يعاني عجزا نظرا للتفاوت بين قيمة الواردات وقيمة الصادرات، بالإضافة إلى ارتفاع تكاليف التدخلات العسكرية، والمساعدات الاقتصادية في مناطق مختلفة من العالم.
3- تعاني الولايات المتحدة الأمريكية من مشاكل عدة:
- المشاكل الطبيعية: يعاني شرق الولايات المتحدة الأمريكية من خطر الأعاصير المدارية التي تضرب الأراضي الأمريكية سنويا، وفيضانات نهر الميسيسيبي، إضافة إلى الأمطار الحمضية والمجاري الملوّثة الناجمة عن كثرة الصناعات، أما الجزء الغربي فيعاني من جفاف المناخ.
- المشاكل الاقتصادية: وتتجلى في المنافسة الخارجية خصوصا من طرف اليابان والاتحاد الأوربي والصين في المجالات الصناعية والفلاحية والتجارية، مما ينجم عنه تضخم الإنتاج الصناعي والفلاحي، وبالتالي عجز الميزان التجاري الذي ارتفع من 8 مليار دولار سنة 1997 إلى 45 مليار دولار سنة 2003.
- المشاكل الاجتماعية: وتتجلى أساسا في مشكل البطالة الذي يعاني منه المجتمع الأمريكي 5.2% من الساكنة النشيطة، إضافة إلى ارتفاع نسبة الفقر خصوصا في الجنوب، حيث يعيش 13 % من السكان تحت عتبة الفقر حيث يكثر السود، ومن جهة أخرى يعاني الهنود الحمر والسود من الميز العنصري.
- المشاكل السياسية: تنجم عن استياء معظم شعوب العالم خصوصا الإسلامية من التدخل السياسي والعسكري للولايات المتحدة الأمريكية في الشؤون الداخلية لكثير من البلدان، بهدف حماية مصالحها الخارجية، والمصالح الإسرائيلية بمنطقة الشرق الأوسط.
خاتمة:
تعد الولايات المتحدة الأمريكية القوة الأولى عالميا حيث تهيمن على العالم، رغم ذلك فاقتصادها يعاني مشاكل وصعوبات من بينها توالي الأزمات الاقتصادية والتي لازالت تحارب للتخلص من آخرها.
إرسال تعليق